بلسم الجروح
أهلا بك أخي .. والمنتدى وأهله تشرفوا بوجودك بينهم..
فأهلا بك يا من تجمل منتدى المنتدى بمقدمه...
وانتشرت رائحة العود في أرجائه ..

أهـــلا بك


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بلسم الجروح
أهلا بك أخي .. والمنتدى وأهله تشرفوا بوجودك بينهم..
فأهلا بك يا من تجمل منتدى المنتدى بمقدمه...
وانتشرت رائحة العود في أرجائه ..

أهـــلا بك
بلسم الجروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث كامل علي الأنحراف الاجتماعي لدى الاطفال

اذهب الى الأسفل

بحث كامل علي  الأنحراف الاجتماعي لدى الاطفال  Empty بحث كامل علي الأنحراف الاجتماعي لدى الاطفال

مُساهمة  أمير الرومانسية الخميس سبتمبر 02, 2010 11:59 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


مقـدمــــة
تأتي رعاية الاطفال والاهتمام بهم فى مقدمة اهتمامات الأمم المتقدمة إدراكاً منها أن طفل اليوم هو رجل الغد فى كل نواحي الحياة فهو القائد والمفكر والعالم والمخترع والمستقبل الذى يحدد أهمية أي أمة بين أمم العالم ودورها الفعال وقيمتها المادية والأدبية.
إن مجتمعنا العربي اليوم يعانى من تحديات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية أفرزتها التغيرات الاقتصادية والثقافية التى لحقت بكيان ووظائف المؤسسات الاجتماعية العاملة فى مجال الضبط الاجتماعي كالأسرة والمدرسة والمجتمع المحلى وعلى ما يبدو فإن جناح الأحداث أو انحراف الصغار أو إجرام الناشئة قد يكون هو الآخر نتاجاً لبعض التغيرات التى أصابت عمق القيم والمعايير الاجتماعية السائدة فى المجتمع، فقد عجزت غالبية الأسر والمؤسسات التعليمية والاقتصادية والثقافية عن الوفاء بالتزاماتها بتوفير حياة طبيعية للصغار، كما فشلت فى المحافظة على أداء رسالتها التقليدية وبالتالي تزعزعت الصورة التقليدية للسلطة وترك الصغار فى حيرة وقلق وتيه لاختيار السلوك المناسب والتصرف الملائم على ضوء المعايير السائدة وتحقيق الحد المقبول لديهم من التوافق الاجتماعي المطلوب.
والواقع أن المجتمع العربي قبل ثلاثة أو أربعة عقود من الزمن لم يكن يعرف ظاهرة انحراف الصغار ولم تتسبب له فى مشكلة اجتماعية ذات ثقل، ومن ثم فإن ارتفاع معدلات انحراف الصغار يثير اليوم قلق المجتمع والعلماء والباحثين والمفكرين ويدفعهم للتصدي لهذه الظاهرة دفاعاً بغية تطويقها والتخفيف من أخطارها سيما بعد ظهور أنماط جانحة خطيرة وجديدة؛ حيث أضيفت إلى مشكلة الانحراف أبعاد ثقافية جديدة باتت تهدد صغار مجتمعنا ومنبع طاقتنا البشرية المستقبلية.
ولعل ما يثير رعب العلماء والباحثين والمفكرين المهتمين بدراسة انحراف الصغار حقيقة هو أن مواجهة جناح الأحداث يعتبر المدخل الواقعي للتصدى لمشكلة جريمة الكبار، وذلك لان ملامح الشخصية الإجرامية تتشكل فى مرحلة مبكرة من حياة الشخص المجرم ثم تتبلور فى سنوات تليها من خلال ظروف ومواقف وخبرات إجرامية لاحقة ، وتؤكد غالبية الدراسات العلمية أن المجرمين المنحرفين قد دخلوا عالم الجريمة من باب الجناح المبكر.


الفصل الأول
 تعريف الحدث .
 مفهوم الانحراف الاجتماعي .
 مظاهر الانحراف الاجتماعي .


تعريف الحدث
عندما نريد أن نعرّف الحدث فهو أمر اختلفت فيه تشريعات كثيرة وآراء متعددة وخاصة عن السن التى يخرج فيها الفرد من دائرة الأحداث وقد جاء القانون 12 لسنة 1996م لأحد منظمات الأمم المتحدة لرعاية الأحداث والذي عرف بقانون الطفل بتعريف الحدث بأنه: الطفل الذي لم يبلغ من السن ثماني عشرة سنة كاملة لذلك فإن المقياس الذي يبنى عليه تقدير السن يخضع لأمور كثيرة ومتعددة منها تقدير الحالة الجسمية والعقلية ويكون فيها الحدث مرناً وسهل التأثير عليه حتى يستفاد من تقويمه. خاصة وأن الحدث قد يقع في ارتكاب فعلة ضحية لظروف لا دخل لإرادته فيها ولا يكون قد وصل إلى سن المساءلة الجنائية.



وإذا كان القانون يهدف من تعريف صغير السن ( الحدث ) إلى تحديد فترة زمنية معينة يطبق بشأنها نظاما مـخففا للمسؤولية الجنائية على الصغار ( الاحداث ) ، فان علماء الاجتماع ينظرون إلى الأمر من ناحية تعلقه بفترة من حياة الإنسان لها طابعها وخواصها ونوازعها. وتمتد فترة الحداثة بنظر علماء النفس والاجتماع حتى يتم النضوج العقلي والاجتماعي لدى الصغار ( الاحداث )، فالحداثة لا تتقيد وفقا لنظرتهم بحد أدنى للسن، أو بحد أقصى له، فمناط تحديدهم لسن الحداثة ليس ركن التمييز الذي تترتب عليه المسؤولية الجزائية، بل تلك الفترة من حياة الإنسان منذ ولادته وحتى يكتمل لديه النضج الاجتماعي الصحيح والرشد الكامل.
والواقع أن التعريفات الاجتماعية في مجال الجريمة والانحراف لم تضع معيارا للضرر الاجتماعي، وهي حينما تصف السلوك بأنه غير متوافق مع المجتمع فكأنها لم تصف شيئا طالما أن هذه العبارة غير محددة تحديدا دقيقا، ذلك أن هذا التحديد لازم و بالضرورة الملحة حينما يعاقب المرء على سلوكه المنحرف، أو حتى إذا عومل معاملة جنائية خاصة تحد ولو بقدر ضئيل من حريته. وهذا ما دعى تافت taft (عالم ألماني متخصص في مجال الجريمة ) ان يقرر أن على علم الإجرام أن يعتمد على ا لتعريف القانوني من اجل الاعتبارات العملية. (1)

مفهوم الانحراف الاجتماعي
 الانحراف عند علماء اللغة :-
عرف علماء اللغة الانحراف بأنه الخروج عن الخط أو المسار والميلان عنه .


- وإذا خرج الشخص عن ضوابط الدين وقواعد الشريعة ونصوص القانون وروابط المجتمع ، نقول عنه كما نقول عن السائق أو النهر أو المركبة ، إنّه خرج عن خطّ السير أو منهاج الشريعة .
الانحراف إذن خروج عن الحدّ .. فهو (شطط) و (شذوذ) و (تطرّف) والقرآن يعبّر عنه تارة بـ الفسق ( وهو خروج كل ذي قشر عن قشره )، فيقال فسقت النواة أي خرجت عن التمرة ، والمراد به اصطلاحاً العصيان وتجاوز حدود الشرع ، فحينما يقال فسق عن أمر ربّه أي خرج عن طاعته .ويعبّر عنه تارة أخرى بـ (الزيغ) وهو الميل عن المقصد ، أو الميل عن الطريق ، أي الاعوجاج بعد الاستقامة. (1)
 الانحراف عند المتخصصين :-
يعرف الانحراف بأنه انتهاك للتوقعات و المعايير الاجتماعية ، وهو ليس أكثر من حالة من التصرفات السيئة التي قد تهدد الحياة.
و مفهوم الانحراف يشير دائما إلى السلوك و التصرفات و يكشف عن المدى الواسع للأنشطة و المعتقدات و السمات الشخصية التي تظهر ردود أفعال سلبية .
و تعرف د.عزيزة أحمد الانحراف على أنه كل سلوك شاذ مكتسب من الحياة و البيئة المحيطة و ليس متعلم أو وراثي ، و لا ناتجا عن خلل في وظائف الفرد الفسيولوجية .(2)
 انحراف الصغار ( الأحداث ) :-
عرف انحراف الصغار ( الاحداث ) بأنه " موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن ( الحدث ) لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوّة السببية مما يؤدي به إلى السلوك غير المتوافق أو يحتمل أن يؤدي إليه". ووصف الانحراف بأنه موقف اجتماعي من شأنـه أن يستجمع حالات الانحراف الإيجابي والسلبي ، وفيما يتعلق بمظاهر السلوك اكتفى التعريف
بوصف السلوك الذي يصدر عن صغير السن ( الحدث ) المنحرف بأنه " سلوك غير متوافق، أو يحتمل أن يؤدي إلى عدم التوافق" وهذا الوصف ذو مدلول واسع ينبسط على كافة المظاهر السلوكية المضادة للمجتمع سواء كانت جريمة من الجرائم أو عملا إيجابيا أو سلبيا يتعارض مع القواعد المألوفة للجماعة .(1)


مـظاهر الانحـراف الاجتماعي
أصبحت الجريمة في مجتمعنا العربي منتشرة و على مدى واسع ، فما أن ننظر حولنا حتى نرى مظاهرها من سرقة ، اغتصاب ، قتل ، الهروب من المدرسـة و غيرها من الظواهر ، ومنها على سبيل المثال الآتي :-
 إدمان الكحول :
حالة مرضية تنتج عن انحراف في التنشئة الاجتماعية ، تؤدي إلى تفاعل الشخص مع الكحول و من خصائص هذه الحالة استجابات و أنماط سلوكية مختلفة تشمل الرغبة الملحة في تعاطي الكحول .
 إدمان المخدرات :
الإدمان هو الاعتماد الفسيولوجي و النفسي على المادة المخدرة ، و معظم مدمني تعاطي المخدرات يستخدمون المخدر بحجة أنه وسيلة لعلاج التعاسة و القلق .
و لقد تم الربط من خلال العديد من الدراسات بين بعض العوامل الاجتماعية و الإدمان على المخدرات مثل الأسر المهدمة ، الرفقة السيئة و الحرمان الاقتصادي و الاجتماعي .
 الجنسية المثلية :
يعتبر ذلك انحرافا جنسيا نحو نفس الجنس و هو ما يدعى باللواط عند الذكر و السحاق عند الإناث ، و تعود اسبابها إلى الخبرات السيئة في الأمور الجنسية و الاختلاط و عدم التوجيه ،و قلة الإرشاد السليم من ناحية التربية الجنسية .
 التـدخين :
يكتسب الأطفال عادة التدخين في وقت مبكر ، و يكون الطفل أكثر عرضة للتدخين إذا كان أحد والديه أو اخوته الأكبر سنا منه يدخنون ، أي أن سببها العوامل البيئية .(1)




الفصل الثاني
 الوضع الراهن في المجنمع العربي لمشكلة جناح الصغار ( الاحداث ) .
 أسباب الانحراف الاجتماعي .
 العوامل المؤثرة على الأطفال و تدفع بهم للانحراف .
 دور هذه العوامل في انحراف الطفل و شذوذه عن أمثاله .

الوضع الراهن لمشكلة جناح الصغار ( الاحداث )
أسفرت الحرب العالمية الأخيرة عن زيادة خطيرة في عدد الصغار ( الاحداث ) الجانحين، في كل البلادان وبما فيها مجتمعاتنا العربية وكل من عانى احتلال العدو أراضيه. فلقد تفككت اسر لا عدد لها من جراء الأسر والنفي خارج البلد لأسباب سياسية أو لأغراض العمل الإجباري ، كما أدى سوء التغذية من ناحية أخرى إلى زيادة عدد الجرائم الاقتصادية من قبيل السرقات والتبديد والصفقات غير المشروعة بكافة أنواعها. كما اضر بنمو صغير السن ( الحدث ) الفسيولوجي فبعث فيه استجابات تتسم بعدم الاستقرار وتدفعه إلى التخلف عن المدرسة، والهروب من الأسرة، والتشرد في عصابات من أترابه، وزادت خطورة عدم استقرار صغير السن ( الحدث ) بدوره بتأثير الاضطرابات العصبية الغالبة على الأسرة من جراء ضروب القلق الناجمة عن الانفصال ، والتوجس من الغارات والاعتقالات وهموم توفير الغذاء التي تنوء بها أمهات الأسر، واضطرارهن إلى الانتظار أمام الحوانيت ساعات حتى يتداعين إعياء في بعض الأحيان كيما يحصلن على المواد التموينية اللازمة للأسرة.
وأخيرا كان لا بد أن تتفاقم خطورة الموقف الناجم عن الحرب بتأثير مراس السوق السوداء، ومشاهد الموت والخراب والبؤس التي كثيرا ما أثارت لدى صغير السن ( الحدث ) صدمات وجدانية خطيرة ولم يكن في الإمكان إلا أن تزعزع إيمانه بأعمق القيم الإنسانية الجوهرية، وما أتاحته المعسكرات الحربية من فرص السلب والصورة الخيالية الباهرة التي يحملها الصغار ( الاحداث ) عن المحارب في فرق المقاومة الشعبية، وهي صورة دفعت الصبية إلى الهروب من عائلاتهم، والفتيات إلى احتراف الدعارة في بعض الأحيان. (1)



أسباب الانحراف الاجتماعي
لا يمكن فهم إجرام الصغار ( الاحداث ) إلا على ضوء تلك الخبرة التي تشكل جزءا من عملية ديناميكية مستمرة، فالصغير يتمتع عادة بتكوين بيولوجي ونفسي خاص، ، ويتمتع بقدرات وميول واتجاهات مختلفة، ولكنه يعيش أيضا في عالم اجتماعي تسوده العلاقات الفردية والاجتماعية والثقافة المتنوعة التي تؤثر في تكوين شخصيته، وهناك أمر مؤكد وهو أن سلوك صغير السن ( الحدث ) المنحرف يرجع لأكثر من سبب يساهم بشكل أو بآخر في تكوين ذلك السلوك. ففكرة البحث عن سبب واحد لتفسير أية ظاهرة غير صالح على الإطلاق بالنسبة للعلوم الإنسانية والاجتماعية، فبناء نظرية عامة لأسباب السلوك الإجرامي يستحيل أن يؤسس على سبب واحد أو مجموعة أسباب ذات طابع واحد(بيولوجي أو اجتماعي)، وإنما يجب أن تؤخذ بالاعتبار العوامل المختلفة التي تسهم في إخراج السلوك الإجرامي ذاته الذي لا يختلف في ذلك عن السلوك العادي إلا بقدر اختلاف العوامل ذاتها داخلية كانت أم خارجية.(1)


العوامل المؤثرة على الأطفال و تدفع بهم للانحراف
دلت الأبحاث والدراسات إن هناك عوامل بيئية وأخرى وراثية تؤثر على شخصية الطفل وتحدد سلوك الطفل سواء طبيعي أو غير طبيعي ، ولقد أكد العلماء والباحثون صعوبة فصل أثر الوراثة عن أثر البيئة في نمو الشخصية ، بمعنى إن العوامل البيئية والوراثية تتفاعل وتتعاون في تحديد شخصية الفرد ومدى توافقه وشذوذه .
وقد أجريت دراسات على التوائم المتطابقة ولقد وجد أن التوائم لها نفس نسبة العامل الوراثي ، فإذا تربيا في بيئة واحدة فإن الصفات والسمات تكون واحدة لديهم في حين لو أنهما تربيا كلا على حده في بيئة مختلفة فإن ما يكتسبه كل فرد ( أحد التوائم ) يختلف عن الآخر من ناحية السلوك ومدى الأثر البيئي عليه .
"إذن نستطيع أن نقول أن الانحراف ليس سلوك بيئي فحسب بل هو وراثي" (2)


 أولا : العوامل الوراثية :
تمثل الوراثة العوامل الداخلية التي وجدت من بداية الحياة ، وتنتقل الوراثة إلى الفرد من والديه عن أجداده بواسطة المورثات ( الجينات ) ، وقد أظهرت نتائج الدراسات التي أجريت في هذا المجال إن هناك أدلة تجريبية تؤيد فكرة الوراثة ، وقد أجريت أيضا على التوائم وأطفال التبني فوضح لهم إن للوراثة أثر كبير على سمات الأطفال وحتى ميولهم المهنية . ودراسات أخرى أوضحت إن الأطفال حديثي الوراثة (الرضع ) تظهر عليهم أنماط سلوكية تلاحظ في أمهاتهم .
"اذن نستطيع أن نقول إن علاقة الوراثة بالسلوك الإنساني من أبرز المشكلات التي تجابه الإنسانية المعاصرة ، وبعض الفلاسفة القدماء أقروا بدور الوراثة في تكوين الفرد من ناحية الطباع ، الأخلاق والسلوك وفي القرون السابقة وجدت (مدرسة الأنتروبولوجية الإيطالية ) التي يترأسها (لومبروزو ) الذي وضع بعض الفرضيات الشائعة في هذا المجال وأظهر فكرة
مجرم مطبوع بالوراثة "
وهناك محاولة أخرى من أجل تفسير توارث الجريمة وفقا لمقاييس مندل ، وفي هذه الناحية نجد العالم الألماني ( كارل رات ) قد درس تاريخ 98 مجرم في أحد السجون فوجد إن انتقال السلوك الإجرامي بين أفراد عائلة كل مجرم من هؤلاء المجرمين يكاد يتفق وما هو متوقع حدوثه وفق القوانين المندلية في الوراثة بمعنـى إمكانية انتقال السلوك الإجرامي من السلف إلى الخلف .(1)
 ثانيا : العوامل البيئية :
تمثل البيئة كل العوامل المادية والاجتماعية والثقافية والحضارة التي تسهم بشكل أو بآخر في تكوين شخصية الفرد وفي تحديد أنماط سلوكية أو أساليبه لكي يواجه مواقف الحياة ، فالبيئة التي يعيش فيها الفرد تشكله اجتماعيا فكما يؤكد العلماء والباحثون إن الفرد يكتسب أنماط ونماذج سلوكه من خلال تنشئته ، كذلك فأن البيئة تسهم في أعداد شخصية الفرد والدليل على ذلك اختلاف السلوك لكل من الجنسين في البيئات والثقافات المختلفة . وبوجه عام ، كلما كانت البيئة متنوعة وصحية كان لها التأثير الحسن على النمو ، فالجوع في الغذاء على سبيل المثال يؤدي إلى الهزال أو الموت ، كذلك الحال بالنسبة للجوع العقلي والانفعالي والاجتماعي الذي يدفع بالفرد لارتكاب ما يشبع هذه الرغبات . وعندما أذكر العامل البيئي فإني لا أقصد به محيط الأسرة فحسب بل محيط الرفقة ، وسائل الإعلام ، المدرسة وغيرها .(1)
دور هذه العوامل في انحراف الطفل و شذوذه عن أمثاله
 دور الأسرة :
تعتبر الأسرة محور وأساس تكوين شخصية الفرد ، فهي أولا تحتضنه لدى رؤيته نور الحياة وهي الجسر الذي يؤدي به إلى المجتمع وهي المدرسة التي يتعلم من خلالها أسس الحياة وقواعدها . ويشبع الطفل بواسطة العائلة جميع حاجاته الطبيعية الأساسية ويشعر بأهمية وجوده وإنه عنصر فعال غير مهمل في المجتمع ، فيشعر بالأمن ، الحب ، الحماية ، القبول والعطف .
وقد وجد الباحثون إن للخبرات التي يكتسبها الطفل من محيط الأسرة أثر كبير على مستقبله وقدرته على التوافق المطلوب كما أكدوا أن الاتجاهات الأولى التي يتلقاها تعتبر الأرضية التي يترجم على أساسها الخبرات الجديدة .
وفي جيلنا هذا نلاحظ إن الأسرة المعاصرة فقدت غالبية وظائفها الاقتصادية ، الاجتماعية ، السياسية والتربوية ، فلقد تفرق شكل الأسرة وأصبحت صغيرة وتغيرت نشاطاتها ولكن مع كل هذا فهي لم تفقد حتى الآن دورها الأساسي إلا وهو حضانة الطفل ورعايته خلال أهم مرحلة من مراحل نموه الجسمي والنفسي والاجتماعي .(1)
ويشير بعض الباحثين إلى أن لجنوح الأطفال علاقة بجنوح الآباء ، ذلك انهم يؤكدون أن الطفل كائن صغير مقلد ، يتأثر بكل ما يحيط به ، ولا يوجد غير الآباء من يرسم له طريق التقليد فمثلا لو كان هناك اضطراب في شخصية أحد الوالدين فبلا شك سينعكس ذلك سلبا على نفسيته عاجلا أم آجلا ، كما يذكر لنا الباحثون بعض الأنماط الجانحة التي يتأثر بها الطفل … وهي الكحول ، الجريمة ، السلوك الجنسي الشاذ ، الرذائل والسرقة .
- وهناك عدد من العوامل الأسرية التي تؤثر في تشكيل شخصية الطفل وهي :
حجم الأسرة - الحالة الاجتماعية و الاقتصادية - سلوك الوالدين و عمرهما - العلاقة بين الأبناء و الوالدين - المستوى التعليمي للوالدين . (1)



 دور الحي :
إن للأسرة و الحي دورين مزدوجين ، أحدهما يؤثر على الآخر ويعتمدان على بعضهما البعض ، فمثلا قد تقوم الأسرة بدور المصفاة التي تنقي ما يعلق بالطفل من تأثير الحي الفاسد ، و بالعكس قد يقوم الحي بتطوير ما يعلق بالطفل من مؤثرات عائلية معينة . و الحي قد يكون مصدرا من مصادر جنوح الأحداث أو عاملا يسهم في تنمية هذا السلوك و بالتالي زيادة معدلات الجريمة.
فالحي الذي له قيم تتماثل مع قيم المجتمع الكبير يكون حيا سويا يهيئ للطفل جوا يكسبه الشعور باحترام النظام و القانون و على العكس فحين يخرج الحي في قيمه الاجتماعية على قيم المجتمع فإنه يصبح مجتمع فاسد ا و مصدرا لتكوين الاتجاهات الخاطئة ، و الحي الفاسد بشكل عام قد يمهد للطفل طريق الجنوح بمختلف الطرق ، فمثلا :
"يقدم للسارق فرص التخلص من المسروقات بربح مضمون دون أي مسؤولية"
أذن الحي هو الجزء الحساس الذي يتأثر بما يحيط به كما أنه المرآة الصادقة التي تعكس قيم و عادات أفراده . (1)
 دور الرفقة :
يسعى الطفل و هو في هذا السن إلى الرفقة ، و كل طفل يعكس ارتقاؤه إلى مرحلة فأخرى باختيار الرفقة ، ومن شأن الأفراد في كل زمان و مكان اختيار أشباههم ممن يماثلونهم في الميول ، السن ،القيم و الرغبات ، فكل شخص يرتاح لقريبه و هذه المخالطة تكسب الفرد ( خاصة الطفل الذي يميل إلى التقليد ) ثقافات و سلوكيات معينة من بقية رفاقه مما يسهل انتقال بعض الأنماط السلوكية الجانحة و تبادل القيم الخاطئة .(1)
 دور الإعلام :
يعتبر التلفاز من أهم وسائل الإعلام و أكثرها ارتباطا بحياتنا اليومية ، يلعب دورا فاعلا و مؤثرا في حياة الناس و بخاصة الأطفال ، وعلى الرغم من الجوانب الإيجابية له ، إلا أن له الكثير من السلبيات و التي من أهمها :
تقليد الطفل للأنماط السلوكية السلبية من خلال تقليده لمشاهد العنف ، الضرب ، الاعتداء ، و السرقة ، فكم من طفل ذهب ضحية جراء تقليده لشخصية تلفزيونية معينة من ناحية ، و إهمال الأسرة من ناحية أخرى .، و توافق د .عزيزة على أن الدور الذي يلعبه التلفاز يساهم في انحراف الطفل ، إذ أنه يحاول أن يقلد أبطال الشاشة فيما يقومون به
أذن نستطيع أن نقول أن البيئة و الوراثة المحدد لانحراف الفرد أو عدمه ، و هما عاملين مترابطين مع بعضهما البعض ، و تعلق د. عزيزة بقولها : إن كل شخص يصاب بالانحراف يؤثر فيه عامل وراثي و عامل بيئي ، فمثلا شخص أحد والديه منحرف أخذ من مكان الأب و ربي في مكان آخر ، قد يكون به سلوك انحرافي حتى لو عاش في بيئة منظمة ، و بالعكس فلو كان هناك شخص والديه غير منحرفين إلا أنه عاش في بيئة سيئة فإنه عرضة للانحراف و يعزى هذا إلى العامل البيئي .
وسؤلت د. عزيزة عن اؤلئك الذي يسرقون دون حاجتهم للسرقة ، و أي العوامل المؤثرة عليهم فأجابت : أنه لابد من وجود عوامل نفسية لدى هؤلاء الأفراد ، مثلا اكتئاب نفسي فيفرغ الشخص اكتئابه في السرقة و إن لم يحتج إليها .
"مثال " شابين 18 ، 19 سنة من عائلتين ثريتين لجئا لقتل طفل دون دافع إلا النشوة و اللهو " سؤلت الدكتورة عما تعتقده بشأن هذين الشابين ، فردت بأنهما يعانيان من مرض نفسي ، فلو اجري لهما تحليل أو إرشاد نفسي فسيتم اكتشاف أن بهما عقدة منذ الصغر أدت إلى الجريمة عند الكبر"(1)






الفصل الثالث
 ملخص مؤتمر"الطفل العربي فى مهب التأثيرات الثقافية المختلفة "
25-27 سبتمبر 2005 بمكتبة الإسكندرية
 رعاية الحدث

ملخص مؤتمر"الطفل العربي فى مهب التأثيرات الثقافية المختلفة "
25-27 سبتمبر 2005 بمكتبة الإسكندرية
 موضوع المؤتمر:
برغم احتفاء التراث العربي ، الديني والدنيوي ، تاريخيا بالطفل ، وبرغم التأكيد المعاصر - من خلال الإعلانات العربية - على حقوق الطفل ومكانته . فإننا نجد أن واقع الطفل يعاني من بعدين:
الأول: وجود مشكلات واقعية تعاني منها فئات من الطفولة العربية ، كعدم إشباع الحاجات الأساسية لشرائح معينة من الأطفال ، ومعاناة فئات أخرى من الاستغلال الاقتصادي ، وحرمان فئة ثالثة من الحصول على خدمات الصحة والتعليم والتغذية والنمو الاجتماعي الملائم ، أو وقوع فئة رابعة ضحية الاستغلال والانحراف الاجتماعي والأخلاقي ، الأمر الذي يفرض على هذا المؤتمر أن يسعى لاستكشاف السبل للارتقاء بأوضاع الطفل العربي في مختلف المجالات بما يمكنه من التمتع بالحقوق المؤكدة في تراثنا الديني والثقافي والاجتماعي وفي المواثيق والإعلانات العالمية والعربية.
الثاني: البعد الثقافي الذى لا يسلط كثيراً من الضوء على المشكلات الواقعية وقد يزيدها تعقيداً ، حيث نجد أن الطفل العربي في مهب تأثيرات ثقافية مختلفة يمكن أن تكون لها آثارها الإيجابية على واقعه فتؤدي إلى نموه بصورة سوية ، أو قد تكون لها نتائجها السلبية فتعمق حرمانه وقد تدفع إلى تآكل هويته . (1)
 أهداف المؤتمر:
استنادا إلى رصدنا للتأثيرات الثقافية التي تهب على الطفل العربي من كل اتجاه وهي التي عرضنا لها ، تتحدد أهداف مؤتمر " الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة " على النحو التالي :
1- رصد وطأة المؤثرات الثقافية المختلفة على واقع الطفل العربي وتحديد طبيعتها ومستوى فاعليتها وتشكيل الواقع الاجتماعي والثقافي للطفل العربي ، والوزن النسبي لكل مؤثر من هذه المؤثرات بالنظر إلى جملة المؤثرات وذلك على المستوى القطري بالأساس ، وهل لعبت هذه المؤثرات الثقافية المختلفة دورا إيجابيا أم سلبيا بالنسبة للطفل العربي . وما هي فئات أو شرائح الطفولة الأكثر تعرضا لفاعلية هذه المؤثرات فى كل مجتمع من المجتمعات العربية. ثم ما هي الثقافات والآليات الأكثر تأثيرا في فئات معينة دون أخرى. (1)
2- رصد الظواهر والمشكلات التي بدأت تظهر على واقع الطفل العربي بفعل هذه المؤثرات المختلفة ، أو بتأثير آليات الواقع العربي ذاته . ويدخل في هذا الإطار عدة أنماط من المشكلات ، كمشكلة عدم اشباع الحاجات الأساسية لفئات من الطفولة العربية، أو المشكلات المتصلة بالأوضاع الصعبة التي تعيشها الطفولة العربية في بعض المجتمعات ، أو تلك المشكلات التي تتصل بالاستغلال الاقتصادي للطفولة أو الدفع باتجاه الانحراف الاجتماعي والأخلاقي . وأخيرا تلك المشكلات المتصلة بإضعاف الانتماء الوطني والقومي للطفولة العربية. (1)
3- تقييم السياسات العربية ، سواء على المستوى العربي أو القطري ، فيما يتعلق بإشباع حاجات الطفولة والارتقاء بأوضاعها ، بما يعمل على تأكيد هويتها وتعميق انتمائها ، ومدى وفاء هذه السياسات بحقوق الطفل التي وردت في الوثائق العالمية والعربية. (1)
4- العمل على تطوير رؤية مستقبلية ، يمكن في إطارها تنمية الأوضاع الإيجابية للطفل العربي ، والسياسات الإيجابية التي تستهدف الارتقاء بهذه الأوضاع. وكذلك العمل على تقليص الجوانب السلبية سواء تلك المتصلة بأوضاع الطفل العربي ومشكلاته الواقعية أو ذات الصلة بالسياسات غير الفعالة في نطاق عالم الطفل العربي. (1)











رعـــاية الحـــدث
مشكلة انحراف الأحداث هي مشكلة ذات أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية ترتبط بضعف التنشئة الاجتماعية وسوء التكيف الاجتماعي، ولا يمكن بحال تناول هذه المشكلة بمعزل عن السياق الاجتماعي الذي يحوي بنية المجتمع ونظمه والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الجارية فيه .(1)
أولاً:- البرامج الوقائية لرعاية الأحداث المعرضين للانحراف:-
تأخذ البرامج الوقائية لرعاية الأحداث المعرضين للانحراف نمطاً يختلف في مفهومه وأهدافه عن البرامج العلاجية الموجهة لرعاية الأحداث المنحرفين، وتقدم تلك البرامج من خلال دور التوجيه الاجتماعي التي تعنى برعاية الأحداث المعرضين للانحراف.
* دور التوجيه الاجتماعي:-
وتعنى بتحقيق أسس التربية والتقويم والإصلاح والتأهيل السليم لفئات الأحداث المعرضين للانحراف ممن تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات ولا تتجاوز ثماني عشرة سنة من المارقين عن سلطة أولياء أمورهم أو المشردين نتيجة لأوضاع أسرهم أو المهددين بالانحراف لاضطراب وسطهم الأسري، إذ تعتمد هذه الدور في خططها على مواجهة تلك الانحرافات باتخاذ التدابير الوقائية من خلال الاكتشاف المبكر للأحداث الذين تظهر عليهم بوادر الانحراف وفقاً لمعايير علمية وأسس تربوية سليمة، وتؤدي التدابير الوقائية التي تنتهجها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وظيفة هامةً في مواجهة جنوح الأحداث استناداً إلى أن الوقاية خير من العلاج، وتهتم البرامج الوقائية بحالات المعرضين للانحراف نتيجة لتوافر ظروف أسرية أو عوامل بيئية غير سليمة تعرضوا لها وانعكست آثارها عليهم، حيث يتم عزل هؤلاء الأحداث عن العوامل النشطة التي قد تكون سبباً رئيسياً في انحرافهم، وتهتم هذه البرامج بتوفير المناخ والبيئة المناسبة للأحداث المعرضين للانحراف بهدف تأهيلهم ليكونوا صالحين وللحصول على خدمات تلك الدور يتقدم ولي أمر الحدث المعرض للانحراف بطلب إلحاقه بالدار، ومن ثم تستكمل الدار الإجراءات النظامية ومسوغات القبول والتي تشمل دراسة اجتماعية ونفسية وطبية شاملة يتقرر على ضوئها مناسبة إلحاق الحدث بالدار أو تقديم حلول بديلة بحيث يكون الإلحاق بالدار آخر الحلول المقترحة . (1)


ويشترط للقبول بتلك الدور ما يلي:-
- المارقين من سلطة آبائهم أو أولياء أمورهم.
- المشردين الذين لا مأوى لهم.
- المهددين بالانحراف لاضطراب وسطهم الأسري.
- أن لا يقل عمر الحدث عن سبع سنوات ولا يزيد على ثماني عشرة سنة.
- أن يثبت البحث الاجتماعي حاجته إلى الرعاية داخل الدار.
- أن يثبت الفحص الطبي سلامته من الأمراض التي تعوق استفادته من خدمات الدار.(1)
ثانياً:- البرامج العلاجية لرعاية الأحداث المنحرفين:-
وتقدم تلك البرامج لكلا الجنسين - ممن وقعوا ضحية لظروف اجتماعية ونفسية قاهرة أجبرتهم على الجنوح إلى مواطن الزلل - من خلال دور الملاحظة الاجتماعية، ومؤسسات رعاية الفتيات.
* دور الملاحظة الاجتماعية:-
وهي دور تعنى بتحقيق أسس الرعاية والتوجيه الخلقي والديني وكذا الرعاية الصحية والتربوية السليمة للأحداث الجانحين الذين يحتجزون رهن التحقيق أو المحاكمة أو الذين يقرر القاضي إبقاءهم في الدار ممن لا تقل أعمارهم عن سبع سنوات ولا تتجاوز ثماني عشرة سنة ممن يتم القبض عليهم من قبل السلطات الأمنية لارتكابهم أي مخالفات تستوجب تأديبهم وإعادة الحقوق لأصحابها، وتتحدد مدة الحجز بتلك الدور بقرار من قاضي الأحداث يحدد المدة الزمنية لمكوث الحدث بدار الملاحظة وفق ما تتطلبه الخطة العلاجية، سعياً للقضاء على الآثار السلبية التي تنتج عن إيداع الأحداث الجانحين بالسجون جراء
اختلاطهم بسجناء
ولتحقيق الهدف المنشود من تلك الدور فإن كافة إجراءات التحقيق والمحاكمة تجرى داخل دار الملاحظة وفي ظروف اجتماعية ونفسية ملائمة انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن تأديب الحدث وعقابه ليس معناه الانتقام منه، وإنما كما يقول بعض الفقهاء أنه تأديب وإصلاح وزجر يختلف بحسب اختلاف الذنب استوجبته المصلحة العامة والخاصة، فهو دفع الفساد عن الناس، وتحقيق السلامة والصيانة لهم، وأنه شُرِعَ رحمة من الله تعالى بعباده، فهو صادر عن رحمة الخلق وإرادة الإحسان إليهم، لذا ينبغي لمن يعاقب الناس على ذنوبهم أن يقصد بذلك الرحمة بهم، كما يقصد الوالد تأديب ولده، وكما يقصد
الطبيب معالجة المريض .
وتسعى دور الملاحظة الاجتماعية للعمل لدراسة أسباب مشكلات الأحداث الجانحين وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما تعتمد في خططها على الجانب العلاجي للأحداث الجانحين حيث تنظم دور الملاحظة للموقوفين بها البرامج الهادفة والأنشطة الموجهة المتنوعة لمقابلة احتياجاتهم مع تعديل بعض المفاهيم الخاطئة وتغيير سلوكهم إلى الأفضل وتحقيق التكيف السليم لهم، وتعد دور الملاحظة الاجتماعية بيتاً اجتماعياً لملاحظة الأحداث الجانحين وتفهم مشكلاتهم، ودراسة سوء توافقهم، وتشخيص عللهم السلوكية والانحرافية، لتقديم العون والمساندة والرعاية لهم لتمهيد طريق إعادة تقويمهم وإصلاحهم وتمكينهم من التخلص من عيوبهم وانحرافاتهم وإعادتهم إلى المجتمع وقد عاد إليهم توافقهم النفسي والاجتماعي ليسهموا في بناء صروح تنمية ونهضة وتقدم وطنهم نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم.(1)
البرامج والأنشطة التي تقدم داخل دور الملاحظة الاجتماعية:-
لا تختلف كثيراً تلك الأنشطة والبرامج المنفذة بدور الملاحظة الاجتماعية عما ينفذ بدور التوجيه الاجتماعي، إلا أن الفارق بينهما هو تسخير تلك الأنشطة فيما يخدم خطط كل دار وما تركز عليه إما وقائياً أو علاجياً أو عليهما جميعا حيث تشمل الأنشطة البرامج التالية:-
‌أ- النشاط الثقافي والتوجيهي.
‌ب- النشاط الاجتماعي.
‌ج- النشاط الفني والمهني.
‌د- النشاط الرياضي.
مؤسسات رعاية الفتيات:-
وهي مؤسسات تعنى بتحقيق أسس الرعاية والتقويم الاجتماعي وتقوية الوازع الديني للفتيات اللاتي تعرضن لظروف اجتماعية ونفسية قاهرة أجبرتهن على التعثر وتنكب الطريق المستقيم، والعمل لتحقيق الرعاية الصحية والتربوية والتعليمية والتدريبية السليمة للفتيات الجانحات السعوديات اللاتي يحتجزن رهن التحقيق أو المحاكمة، وكذلك اللاتي يقرر القاضي بقاءهن في المؤسسة.ويلحق بتلك المؤسسات الفتيات اللاتي يتم احتجازهن , من قبل السلطات الأمنية لارتكابهن محذورات أو وجدن في ظروف غير مقبولة، وتجرى كافة إجراءات التحقيق والمحاكمة داخل المؤسسة وفي ظروف اجتماعية ونفسية ملائمة انطلاقاً من القناعة بأن تأديب الفتاة وعقابها ليس معناه الانتقام منها، وإنما كما يقول بعض الفقهاء أنه تأديب وإصلاح وزجر يختـلف بحسـب اختلاف الذنب استوجبته المصلحة العامة والخاصة، فهو دفع للفساد عن النـاس، وتحقيـق السلامة والصيانة لهم وتعتمد تلك المؤسسات في خططها على البرامج العلاجية وتنظم للملحقات بها عدداً من البرامج الهادفة والأنشطة الموجهة والمناسبة لخصوصيتهن وذلك لمقابلة احتياجاتهن وتعديل سلوكهن للأفضل وتحقيق التكيف السليم حيث تأتي برامج مؤسسات رعاية الفتيات بمثابة خط دفاع اجتماعي أولي لحماية بعض الفتيات والنسوة اللاتي تنكبن الطريق ووجدن العثرات في طريقهن، والمعوقات التي أعاقت حسن توافقهن واستقامتهن وتعرضن للجناح والانحراف، فمؤسسة رعاية الفتيات بمثابة البيت الاجتماعي الآمن والعائل الأمين بإيوائهن وبحث حالاتهن وتفهم مشكلاتهن والتعرف عن قرب على أسباب تلك المشكلات التي أدت إلى اضطراب أحوالهن وسلوكهن، وعلاج تلك المسببات بإعادة تقويم نفوسهن بالتربية الصالحة، وإعادة تأهيلهن وتدريبهن على ما ينفعهن في مستقبل حياتهن، وإعادتهن إلى جادة الصواب، فإذا صلحت الفتاة صلحت الأسرة التي بصلاحها يصلح المجتمع وتصان عافيته وصحته الاجتماعية.(1)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أمير الرومانسية
أمير الرومانسية
Admin

عدد المساهمات : 318
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
العمر : 37
الموقع : https://kanarya.ahlamontada.net

https://kanarya.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى